الجمعة 4 رجب 1441 هـ

الموافق 28  فبراير 2020 م

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً مزيداً.

أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعله أعظم وأكرم وأشرف مخلوق على وجه الأرض، فقال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) فالإنسان عجيب في تكوينه الجسمي، وغريب في تكوينه الروحي، وفيه من الأسرار العظيمة ما لا يعد ولا يحصى. لذلك أمرنا الله تعالى بالنظر والتفكر في أنفسنا، فقال سبحانه: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) والله تعالى بين أنه سيُري الناسَ آياته في الآفاقِ والأنفسِ حتى يتحقق لهم اليقينُ بأن رسالة محمدٍ صلى الله عليه وسلم حق، فقال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) لذلك جعلت الشريعة الإسلامية الحفاظ على حياة وصحة الإنسان أحد الضروريات الأساسية التي أمرت الشريعة بالحفاظ عليها وحمايتها وتنميتها، فحذرت الشريعة الإسلامية من إيقاع النفس في مواطن الهلاك، فقال تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وقال سبحانه: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) والدنيا ما هي إلا دار بلاء وأمراض، ظل زائل، ومتاعٌ منتهٍ؛ ما من إنسان في هذه الدنيا إلا ولا بد أن يواجه فيها مرضاً وعافية، وسروراً وفرحاً وحزناً، وسراء وضراء. كل هذا لماذا؟ لأن الله تعالى يقول: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) ويقول: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) ومع ما عُلِم عن متاع الدنيا الزائل، وتنغصها، وتكدرها بالأمراض والأسقام والموت، إلا أن الشريعة الإسلامية أمرت بالاحتياط والحذر، فأمرت بالتداوي من الأمراض، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أَصَابَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ تعالى) لقد أمرت الشريعة بالتداوي ومجانبة أسباب الإلقاء باليد إلى التهلكة…ولنا اليوم عدةُ وقفات مع الأمراض والأسقام خاصة المعدية، أو التي لا يرجى برؤها وشفاؤها عند الأطباء إلا بإذن الله.

الوقفة الأولى: إن الإسلام أمر المسلم بالتوكل على الله تبارك وتعالى في جميع أموره، فقال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وقال: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) وقال: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) فلا يخاف المسلم إلا من الله تبارك وتعالى.

كل هذا مع أخذه بالأسباب المباحة أو الواجبة شرعاً، دون إيذاء أو تخويف للآخرين، كتخويفهم بتلك الأخبار السيئة عن بعض الأمراض المعدية، والشائعات المكذوبة، دون أدنى تبيّن أو تثبت، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ) قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ يا رسول الله قَالَ الكَلِمَةٌ الطَيِّبَةٌ أو الحسنة) فالمرض والشفاء بيد الله عز وجل: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) والتداوي والعلاج ما هو إلا أخذ بالأسباب التي أودعها الله تعالى في الكون، وهو أمر مشروع، لا يتعارض مع قضاء الله وقدره.

الوقفة الثانية: الإسلام دينُ الكمالِ والجمالِ والنظافةِ؛ لذلك أمر الإسلام بالغسل والتطهر من الأوساخ والأدران التي هي مرتع للأمراض وسبب في نقلها وانتشارها، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ) وقال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْماً، يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ) وقال: (الطّهور شطر الإيمان)، حيث جعل النظافة والتطهر نصف الإيمان.. وكذلك فإن الإسلام قد أمر بنظافة الفم والأسنان، حيث شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم سنة السواك، فقال عليه الصلاة والسلام: (لَوْلاَ أنْ أشُقَّ عَلَى أمتي لأمَرْتُهُمْ بِالسَّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضوءٍ عِنْدَ كُل صَلاةٍ) والشريعة أمرت بحفظ الأطعمة ونظافتها، يقول صلى الله عليه وسلم: (غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذلِكَ الْوَبَاءِ) والأدلة من الآيات والأحاديث الدالة على مشروعية النظافة والتطهر كثيرة جداً، وفيها وقاية بإذن الله من كثير من الأمراض والأوبئة المنتشرة.

الوقفة الثالثة: إن التصور الصحيح وسلامة الاعتقاد حول الأمراض المعدية أنها لا تتعدى بذاتها، إنما تتعدى بمشيئة الله عز وجل، فإن شاء الله تعالى أن يتعدى المرض من واحد إلى آخر انتقل إليه المرض، وإن لم يشأ الله عز وجل أن لا ينتقل المرض إليه لم ينتقل، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ، وَلا صَفَرَ).

ولقد أحدث هذا القول إشكالاً عند بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة أنهم يلمسون في حياتهم اليومية انتقال المرض بالعدوى من واحد إلى آخر، فما كان من أحدهم إلا أن عقَّب على قول الرسول صلى الله عليه وسلم متسائلاً، ومتناولاً مثالاً من الواقع اليومي والملموس عن انتقال المرض بالعدوى. فعَنْ عبد الله ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئاً، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْبَعِيرُ الْجَرِبُ الْحَشَفَةُ بِذَنَبِهِ فَتَجْرَبُ الْإِبِلُ كُلُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ لَا عَدْوَى ولا هامة وَلَا صَفَرَ خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ وَكَتَبَ حَيَاتَهَا وَرِزْقَهَا وَمَصَائِبَهَا)

قوله: (فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ) يريد أن أول بعير جرُب منها، كان جربُه بقضاء الله وقدره لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعد.

ومجموع النصوص الشرعية تشير إلى وجوب اجتناب الأسباب المؤدية إلى انتقال العدوى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن الطاعون، وهو مرضٌ مُعْدٍ: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدمُوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تَخْرُجوا فِراراً منه)

وقد فهم هذا المعنى أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أراد دخول الشام ومعه كبار الصحابة وقد استشرى الطاعون فيها ومات الآلاف، فأخذ بالأسباب والحذرِ والحيطةِ ورجع ومن معه إلى المدينة، وهذا هو الحَجرُ الصحي بعينه بلغة اليوم. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يُورِد مُمْرِضٌ على مُصِحّ) فنهى صاحب الإبل المراض أن يوردها على صاحب الإبل الصحاح. وقال صلى الله عليه وسلم: (فِرّ من المجذوم فرارك من الأسد) وهذه دعوة إلى التنفير من الاقتراب من صاحب المرض المعدي؛ وذلك تجنباً لسببه بعدم التعرض لأسباب العدوى … وقد سلك الرسول صلى الله عليه وسلم الأسباب المؤدية لعدم انتقال العدوى نتيجة الأمراض المعدية، وقد صح في الحديث أنه كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، (قدموا ليسلموا) فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: (إنا قد بايعناك فارجع). وكانت البيعة تتم بطريق اللمس، وذلك بوضع اليد في اليد، ولا يوجدُ أوضح وأصرح من هذا النص في تجنب التعامل مع المريض المصاب بمرض معدٍ.. إن في هذه الخطوات الشرعية محاصرة للمرض، ومنعا لانتقاله إلى الأصحاء، ومنعا لخطره بإذن الله تعالى.

أيها المسلمون: الوقفة الرابعة: إنه ينبغي على المسلم المريض المبتلى بمرض معدٍ أو مرض لا يرجى برؤه أن يصبر ويحتسب الأجرَ عند الله تعالى، ولا ييأس من الشفاء، فالشفاء بيد الله تعالى وحده، فَلْيَتَضَرَّعْ وليلتجئ ولينكسر بين يدي الله تعالى، فإن الله سبحانه قريب لا يرد سائلاً، وما الطبيب ولا الدواء إلا وسائل لوقوع قضاء الله وقدره.

فهذا أيوب عليه الصلاة والسلام يخبرنا الله تعالى عن خبره وما ابتلاه به من الضر في جسده، وماله، وولده، حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليم سوى قلبه، ولم يبق له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه، ونفر عنه الخلق، غير أن زوجته حفظت ودَّه؛ لإيمانها بالله ورسوله، فاستجاب الله له (وكتب له الشفاء). قال الله تعالى عنه في كتابه: (وأيُّوبَ إذْ نادَى ربَّه أنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمينَ * فاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدَنَا وذِكْرَى لِلعَابِدِينَ)

ولا يتمنى المسلم الموت لضرٍ نزل به؛ لما ورد في الصحيح من النهي عن القنوط من رحمة الله عز وجل، وليعلم أن ابتلاء الله له بهذا المرض علامة على حب الله لعبده، لتمحيصه من ذنوبه في دار الدنيا الفانية، ليرتفع درجات في دار الآخرة الباقية، فما يصيب المسلم شيء إلا كفر الله به من خطاياه، وما عند الله خير وأبقى. يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ) وقد ابتلي بالأمراض القاتلة الأنبياء والمرسلون والصحابة وسلف الأمة رضوان الله عليهم، فصبروا وصابروا؛ لما يعلمون من عظيم أجر الله تعالى.. والله تعالى يبتلي عباده بالسراء والضراء، قال صلى الله عليه وسلم: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ) اللهم أحفظنا وبلادنا وبلاد المسلمين من شر الأمراض والأسقام والأوبئة، ما ظهر منها وما بطن، إنك على كل شيء قدير.. اللهم إنا نسألك بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت، ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد الابتلاء، أن لا تُبقِ لنا هماً ولا حزنًاً ولا ضيقًا ولا بلاء ولا سقماً إلّا فرجته برحمتك يا أرحم الراحمين.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ذي العزِّ والكرم، الذي أسبغ على خلقه النعم، ووقى من شاء وحفظه من النقم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له باري النَسَمَّ، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد فيا أيها المسلمون: يبحث الكثير من الناس عن الأدعية المحصنة من الأمراض والوباء بإذن الله تعالى، خاصة بعد تحذيرات الجهات المختصة، بانتشار فيروس كورونا بأنحاء العالم، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا برفع الداء والوباء عن المدينة المنورة، واستدل بذلك العلماء على جواز الدعاء برفع الداء والوباء أو دفعه، كما أن التحصن بالرقى والأدعية والأذكار الشرعية، من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم،  فقد كان صلى الله عليه وآله سلم يكثر من سؤال الله العفو والعافية، ويستعيذ بالله من الأمراض المستعصية والخطيرة،  وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ، وهذا لا يعنى  عدم الأخذ بالأسباب أو التداوي والبحث عن العلاج فلقد حفلت السنَّة النبوية المطهرة بأحاديث صحيحة كثيرة تحث المسلم على الإتيان بما فيها من أدعية وأذكار تقال من أجل وقاية قائلها من الضرر والشرور وهي شاملة بمعانيها العامَّة للوقاية من الإصابة بالأمراض والأوبئة المختلفة، ومنها قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ:(مَنْ قَالَ  بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ) وقال:(مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ) وأرشد صلى الله عليه وسلم إلى أن قراءة سور الفاتحة والإخلاص والمعوذتين صباحاً ومساءً ثلاث مرات تكفي المسلم من كل شيء) وقال: (من قال أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لم يضره شيء) وتقول أيها المسلم إذا خرجت من بيتك: (بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، ولا حوْلَ ولا قُوةَ إلاَّ بِاللَّه) وغيرها من الأدعية المأثورة.

أيها الأخوة والأخوات في الله: لقد بادر قادة البلاد، والحكومة الموقرة، ممثلاً ذلك في غرفة عمليات الفريق الوطني بقيادة ولي العهد حفظهم الله ووفقهم، بادروا لاتخاذ الإجراءاتِ اللازمةِ للوقايةِ من الأمراض والأوبئة، وكانت الحكومة حريصة على ضمان سلامة مواطنيها فنبهت وحذرت المواطنين من السفر إلى البلاد التي ظهر فيها هذا المرض، كما قاموا مشكورين، بحملة وطنية لمكافحة فيروس كورونا،  موجهة لجميع المواطنين والمقيمين بضرورة إتباع التعليمات التالية: في حالة الشعور بالأعراض المرتبطة بهذا المرض كارتفاع درجة الحرارة والسعال وصعوبة التنفس أو السفر لإحدى البلدان المصابة بالفيروس أو اختلاطك بأحد المسافرين إليها أو اختلاطك بأحد المصابين بالفيروس أعاذنا الله منه، يرجى إتباع التعليمات التالية: البقاء في مقر سكنك في غرفة منفصلة، أتصل بالرقم 444،  اتبع التعليمات التي ستعطى لك من قبل الفريق الطبي، تجنب الإختلاط بالآخرين. كما صدرت التعليمات للوقاية من التعرض لفيروس كورونا بغسل اليدين بالماء والصابون جيداً بشكل دوري، مع الحرص على استخدام معقم اليدين ، تنظيف الأسطح والأشياء التي يتم استخدامها بشكل متكرر وتعقيمها جيداً بصورة دورية، غط فمك عند السعال أو العطاس وتخلص من المناديل المستخدمة بالطريقة الصحيحة، تجنب لمس أي شخص يعاني من الحمى أو السعال.

ونضيف: اكتفوا بالمصافحة مع تعقيم اليدين بدل التقبيل والمعانقة في التعازي والأعراس.

نسأل الله تعالى أن يحفظنا وإياكم ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من سيء الأسقام والأوبئة والأمراض إنه على كل شيء قدير.

اللهم عافنا في أبداننا، وعافنا في أسماعنا، وعافنا في أبصارنا، اللهم أحفظنا ووالدينا وأزواجنا وأولادنا من سيء الأسقام والأمراض والأدواء يا رب العالمين. اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا وسيء الأسقام والأمراض، والفتن والمحن، ما ظهر منها وما بطن،عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا ذا الجلال والإكرام… اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن، ونعوذ بك من العجز والكسل، ونعوذ بك من الجبن والبخل، ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. اللهم أحفظ بلادنا البحرين وبلاد الحرمين الشريفين، وخليجنا، واجعله آمناً مطمئناً سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى، وفق ملكنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان  وولي عهده سلمان بن حمد، اللهم أعنهم على أمور دينهم ودنياهم.  وهيئ لهم من أمرهم رشداً، وأصلح بطانتهم. ووفقهم للعمل الرشيد، والقول السديد، ولما فيه خير البلاد والعباد إنك على كل شيء قدير. اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان، ناصرا ومؤيدا، اللهم أصلح أحوالهم، وفرج همهم ونفس كربهم، وألف بين قلوبهم، وولي عليهم خيارهم، ولا تجعل لعدو عليهم سبيلا.

اللهم أنقذ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين، ومن احتلال الغاصبين، اللهم اجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين.

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، واشف مرضانا، واشف مرضانا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ نَوِّرْ عَلَىَ أَهْلِ الْقُبُوْرِ مَنْ الْمُسْلِمِيْنَ قُبُوْرِهِمْ، وَاغْفِرْ لِلأحْيَاءِ وَيَسِّرْ لَهُمْ أُمُوْرَهُمْ، الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ  وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

       خطبة جامع الفاتح الإسلامي- عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين